الحلقة 1: اليونان: ميدوسا وأفاعيها

مرحباً واهلاً بكم في الحلقة الأولى من أساطير بودكاست. انا عادل. 

وقبل ان نبدأ حلقة اليوم اود ُ ان اعرفكم بهذا البودكاست: اساطير هو بودكاست عن قصص واساطير من كلِ بلاد العالم : اليونان، العراق ، المكسيك والقائمة تطول. 

شعوب العالم استخدمت الرِوايات وأبطالها لتفسير حياتهم اليومية والظواهر الطبيعية المحيطة بهم، واعطتنا في وقتنا الحالي الفرصة لكي نفهم نسيجهم الاجتماعي و نتمتع بِرواياتهم الأدبية وحصائل مخيلاتهم.

لنبدأ الحلقة 

عندي اليوم اسطورة قديمة جداً من اليونان. اسطورتنا اليوم عن ميدوسا وتأتي من عدة مصادر، وفي النهاية سوف اعطيكم المزيد من المعلومات عن الاسطورة والمخلوقة ميدوسا.. 

تحذير: اود ان اطرح تحذيراً في بداية هذه الحلقة حيث انها تحتوي على مشاهد ومناقشة للعنف، القتل والاغتصاب.

في رواية ميتامورفيسيز ل أوفيد ميدوسا كانت كاهنة في أحد معابد أثينا وكانت مشهورة بجمالها وجمال شعرها الطويل الملفوف. لفتت انتباه بوسايدن إله البحر و الأحصنة والزلازل والفيضانات والجفاف. ويوماً ما بينما كانت عائدة الى المعبد، بوسايدن تتبعها وراقبها وفي لحظة خلوة بينما كانت امام مذبح أثينا اقترب منها واغتصبها. ميدوسا كانت في صدمة مما حدث، ذهبت الى رئيسة الكهنة باحثة عن الدعم والشفقة في المقابل لم تجد إلا الصرامة واللوم. في هذه الرواية طردت من المعبد بسبب تدنيسه علماً أن ما حدث لم يكن ذنبها. أثينا كانت ألهه عذراء وشعرت بإهانة كبيرة بسبب هذه الحادثة وقررت ان تعاقب ميدوسا.

ركضت الى خارج المعبد وبعد عبورها البوابة لم تتوقف عن الركض وعبرت بين البيوت وهي تبكي مهرولة نحو منزلها. ميدوسا بدأت في زيادة سرعتها هرباً من فحيح ما زال يقترب منها كلما استعجلت. الفحيح كان مجهول المصدر ومخلوط بأصوات الضحك من الناس الجالسة خارج المعبد. بدأت ملاحظة ان كل شخص تبادل النظرات معها تجمد في مكانه. أحد العابرين كان واقفا في منتصف الطريق وفي عجلتها لمست ساعده وكان صلباً وباردا ميدوسا بدأت بملاحظة التعابير المتغيرة على وجوه الناس من السخرية الى الصدمة ثم الرعب صوت الأفاعي وجسدها كان قريباً جداً من ميدوسا ولم يتوقف حتى بعد دخولها الى منزلها. بعد اغلاق الباب ميدوسا صرخت في غضب حيث انها لم تعلم مصدر صوت الأفاعي. إحدى الخدم خرجت لتلبي نداء ميدوسا وحين دخولها للغرفة توقفت ساكنة. ركضت ميدوسا إلى حديقة منزلها متوجهاً الى بحيرة السمك الصغيرة لترى انعكاسها. صرخات ميدوسا ملئت شوارع المدينة وبكائها لم يتوقف. شوراع المدينة من معبد أثينا الى منزل ميدوسا كانت مليئة بتماثيل حجرية كانت تعود للأشخاص الذين التقوا ب ميدوسا بعد الحادثة. حياة ميدوسا تغيرت إلى الأبد ولم يكن لأحد القدرة على المساعدة.

الفن الإغريقي العائد للقرن ال7 قبل الميلاد يصور ميدوسا الغورغن بمخالب فولاذية، انياب حادة، وجه عريض و اجنحة و شعر مصنوع من أفاعي سامة، مع كل هذه الاوصاف لا عجب أن صراخها قد ملئ شوارع المدينة. 

إلى هنا اغلب الرِوايات تتشابه، ولكن رواية اوفيد تقول ان ميدوسا اختبأت ثم لاقت مصيرها مع بيرسيس ولكن روايات اخرى مثل ثياغني لي هيسيد والشاعر بندار اعطونا تفاصيل اخرى ادت الى انتاج التتمة التي سأقوم بذكرها الان. أود أن اذكر ان ذكر ميدوسا في هذه الروايات كان محدوداً وأغلب هذه التفاصيل هي من عند كُتّاب وروائيين معاصرين.

ميدوسا حلقت فوق المحيطات لأسابيع بحثاً عن مكان خالي من البشر حلقت عاليا بعيداً عن سطح المياه لكيلا ترى انعكاسها. تابعت التحليق حتى وصلت الى جزيرة صغيرة حيث النهار قابل الليل وعرفت ان هذا المكان لا يحتوي على اي بشر وحطت على الجزيرة. في لحظة هبوطها سمعت صراخاً عالياً غريباً متبوعاً بفحيح وسعيٍ تجاهها. ميدوسا رأت شيئين يسعون تجاهها بسرعة وبدون سابق إنذار كانوا حولها. لم يكن عندها اي وقت كافي لفتح اجنحتها او الهرب حيث انها كانت منهكة من عناء السفر.

الأفاعي على رأس ميدوسا التفت حولهُ واخذت وضعاً دفاعياً، ميدوسا ظنت انها على استطاعة تحويل الوحوش الى تماثيل حجرية لكن لصدمتها لم يحدث شيئ عندما تلاقت عيونهم.

رأت ميدوسا ان الوحشتان الاتي امامها كان فيهم بعض الصفات البشرية. الأولى كانت تشبهُها من حيث المخالب و الأنياب ولكن بالنيابة عن الأفاعي عندها اطراف كالأخطبوط متفرعة من رأسها. الوحشة الثانية: امتلكت الجزء السفلي لأفعى والعلوي لامرأة لم يكن لديها اي شعر وإنما رأسها جلس على نهاية امتداد من كتفيها كأفعى الكوبرا.

الوحوش بدأت باللف حول ميدوسا وميدوسا بدأت بتجهيز نفسها للمعركة، السيدة الأفعى كانت تدعى سيثينو واختها يورايلي.  

سيثينو كانت تنصت للأفاعي على رأس ميدوسا ثم سألتها من هي وماذا تفعل على  جزيرتهم، ميدوسا أقدمت على الجواب لكن فور نطقها بأول حرف قامت يورايلي بالصراخ لأن الحديث البشري باللغة السائدة ازعجها بشدة فصمتت وتركت الكلام لثعابينها، بصوت واحد قالت الثعابين متحدة “انا ميدوسا الغورغن”. كانتا تنصطان فتابعت ميدوسا إغلاق عينيها ودفع افكارها الى الثعابين وأتمت اخبار الغورغن بقصتها وتركت الجزء عن ماضيها البشري خارج القصة. 

اخبرت سيثينو ويورايلي عن شقائها وتعبها وكم من البشر قد اهلكت وكيف انتهى بها المطاف على هذه الجزيرة. عندما انتهت ميدوسا من الكلام حدقت الغورغن بها بصمت، بعد دقائق تكلمت الكوبرا سيثينو بفحيح واخبرت ميدوسا ان هذه الجزيرة ارض قاحلة لا يوجد بها الكثير من الصيد واخبرتها بأن بإمكانها ان تأكل ما تصطاد. عندما انتهت من الكلام التفت وعادت الى كهفها ويورايلي تبعتها.

وجدت ميدوسا كهفاً خالياً على الطرف الاخر من سكن الغورغن على الجزيرة وعاشت حياةً هادئة. كانت تقتات على السمك والمخلوقات البحرية وبعض الطيور بين الفينة والأخرى. كان الصيد صعباً على ميدوسا حيث انها لا تستطيع النظر الى عيون فريستها دون تحويلها الى صخر.

في يوماً عاصف وبينما كانت ميودسا نائمة في كهفها ايقظتها الأفاعي لتخبرها ان هنالك أحداً على مدخل الكهف. هرعت ميدوسا بالوقوف لترى سيثينو ويورايلي ،يورايلي كانت متخذ وضعية قتالية اما سيثينو فكانت هادئة واخبرت ميدوسا ان كهفيهما قد فاضا بالمياه وارادتا إمضاء الليلة في كهفها، وافقت ميدوسا مترددة خوفا من ان تغدرا بها. في صباح اليوم التالي استيقظت ميدوسا على اصوات حطام سفينة، سيثينو كانت على مدخل الكهف وعلى وجهها ابتسامة سامة، قالت: “على متن هذا القارب ما يكفينا نحن الثلاثة من البشر” ذهبت الاختان بدون ميدوسا وعندما عادتا الى الكهف كانت وجوههما ملطخة بالدماء، لم يسئلا ميدوسا عن سبب عدم انضمامها لهما. بقيت الغورغن مع ميدوسا لعدة ليالي لان كهفهما لم يكن اهلاً للسكن حتى الان. مر شهراً على حطام السفينة الأولى وتحطمت سفينة جديدة على الشاطئ الصخري للجزيرة وما زال الغورغن ضيوف في كهف ميدوسا. عندما حان الوقت لاصطياد ما تبقى من طاقم السفينة الجديدة لم تذهب معهم ميدوسا أيضاً وفي أقل من أسبوع تحطمت سفينة اخرى وميدوسا رفضت الانضمام. ميدوسا لم تمتلك اي مجال للمراوغة فأخبرتهم عن ماضيها كبشرية وعن حياتها ككاهنة في معابد أثينا وبوسايدن واخر يوم لها كإنسان.

في إحدى الليالي ايقظت الأفاعي ميدوسا من نومها وفور استيقاظها شعرت ميدوسا بوجود شخص غريب في الكهف وشعرت بشعور غريب، الاستسلام، حيث انها تعرف ان هذا الشخص هنا ليقتلها.

بيرسيس كان مدججاً بهدايا من الآلهة لكي يقضي على ميدوسا. ظلت ميدوسا مستلقية الى ان اقترب بيرسيس باتجاهها، لكنه اختبئ وراء صخرة فور نهوضها خشية ان يتحول إلى تماثل وينتهي به المطاف مثل عشرات المحاربين الذين حاولوا من قبله، كان ينظر إلى ميدوسا من خلال انعكاس صورتها على درعه اللامع التي اعطته اياه أثينا، وفي لحظة تشوش من ميدوسا قام بيرسيس بقطع رأسها وسرقته. قامت سيثينو ويورايلي باللحاق به، لكن لا جدوى حيث انه استخدم حذاء هرميز و خوذة هيديس للفرار من الكهف.

 عند انفصال رأس ميدوسا عن جسدها ولد لها مخلوقان بيغاسوس الحصان المجنح وكرياسور ، كرياسور خرج من رقبة ميدوسا رجلً مكتمل النمو. الأساطير الاغريقية دائما ما تفاجئنا بولادات ومواقف مذهلة وسأخبركم المزيد من المواقف المذهلة في حلقات قادمة. 

رأس ميدوسا ساعد برسيس في عدة مواقف وحروب  مثل الانتصار على العملاق اطلس وفي نهاية المطاف قامت أثينا بتعليقه على درعها.

يوجد العديد من الروايات لقصة ميدوسا إن لم تكن الرواية عن ميدوسا في الذات فهي للغورغن. اول الذكر ل ميدوسا واخواتها سيثينو ويورايلي كان في كتاب هيسيد.  

هيسيد كان اول من ذكر ان ميدوسا كانت فانية بعكس اختاها الأبديتان. القصص عن ميدوسا تأتي من مناطق مختلفة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، الشخصية في حد ذاتها تطورت عبر السنين تقريباً حوالي ألف عام فبين اول ذكر مسجل للغورغن وقصة أوفيد يوجد مئات السنين و مئات الكيلو مترات فأوفيد كان رومانياً  وأول ذكر لميدوسا كان في اليونان. بعض القصص تذكر الشخصية مجرد ذكر بدون أي تفاصيل وبعضها تعطي تفاصيل اكثر والبعض الأخر تلمح مجرد تلميح بذكر الغورغن. مصطلح الاسطورة الأصلية لميدوسا هو مصطلح خاطئ لأنه وببساطة كل هذه القصص أتت من مناطق وحقبات زمنية مختلفة وكلها صحيحة. القصة التي اتممت روايتها لكم في مقدمة الحلقة فيها الكثير من الإضافات الدرامية لتحسين سياق رواية القصة فالأحداث المضافة مثل لمس ميدوسا يد احد التماثيل في طريقها الى المنزل يعتبر إضافة درامية لا تغير من فحو القصة انما تساعد المستمع على فهم وتخيل ما يجري.

بسبب قواعد اللغة الاغريقية نعلم ان ميدوسا كانت انثى حيث ان كل الترجمات استخدمت الضمائر المنفصلة او البروناوز هي ولها بما اننا نتكلم عن الترجمات يجدر بالذكر ان اغلب الكتب تقول ان بوسايدن او نبتون استلقى مع ميدوسا او باللغة الإنجليزية

laid with   

بدون دلالة حرفية على الاغتصاب. هذا الشيء يمكن ان يكون بسبب المجمتع الإغريقي القديم بالنسبة لموضوع الموافقة او

Consent  

خارج قصة ميدوسا في عدة قصص اخرى عند ذكر الاغتصاب تقوم بإستخدام كلمة فَتَنَ او  

ravished

بدل الكلمة الصحيحة. هذه الترجمات ليست كلياً خاطئة حيث أنهم يستخدمون المعن الحرفي للكلمة المترجمة وليس المعنى من سياق القصة. من المهم التذكير في هذه الامور لكي يفهم المستمع القصة بأكملها.

لنعد لقصة ميدوسا. 

قصص قليلة تذكر سبب وحشية ميدوسا او قصتها بالذات إنما تركز عن دورها في القصة مثلاً في قصة بيرسيس ذكرها كان محدودا وبطل القصة هو قاتلها. في قصص اخرى يتم ذكر الغورغن و لكن الذكر محدود الذكر محدود عن استخدام دمها في صناعة ترياق للشفاء او سم، هذا المصدر يأتي من إحدى مسرحيات يوربيديس و المسرحية تدعى أيون ويذكر ان الغورغن ولدت من الأرض بعد حرب الآلهة و العمالقة. ترياق الشفاء مصنوع من دم الغورغن والسم مصنوع من دم الأفاعي على رأسها.

هنالك مصدر مثير للاهتمام حيث انه يربط ميدوسا بالوطن العربي، المصدر هو كتاب من القرن الرابع قبل الميلاد كتب لشرح معتقدات اليونان وقتها  بشكل، منطقي الكتاب يدعى

 paradoxography on incredible tales

 والكاتب يدعى بيليفاتس ،بيليفاتس كان احد اصدقاء ارسطو الفيلسوف، يقول في المصدر ان فوريكس المعروف بإله البحر القديم و والد ميدوسا لم يكن إله بل كان ملك لقوم يدعى الكرنانين الذين يقتنون ٣ جزر في ليبيا. بنى اهل الجزر تمثالاً من الذهب ل أثينا وكان اسمها عندهم غورغن. كان للملك ٣ بنات ميدوسا، يورايلي وسيثينو وبعد وفاة الملك تقلدت بناته الحكم واقتسموا ملكية وحماية التمثال الذهبي ل الغورغن. لم ترد الفتيات الزواج و خصصوا حياتهن لبلدهن، بيرسيس في هذا الوقت كان يعوم البحار كقرصان الى ان جائه خبر التمثال الذهبي والاخوات الثلاثة. حط رحاله على إحدى الجزر واتجه نحو الحاكمات ليسألهم عن مكان التمثال، بيرسيس لم يظن ان الفتيات كانوا جديرات بالحكم او بامتلاك التمثال. حين سأل ميدوسا رفضت ان تقول له مكان التمثال ولكن اختاها شاركته بالمعلومات وعلى ذلك قام بيرسيس بقتل ميدوسا وسرقة التمثال ثم قسمه الى عدة اقسام و استخدم الرأس لتزين سفينته. في كل الحالات بيرسيس على خطأ بقتل ميدوسا بدون سبب.

ذُكرت ميدوسا كفتاة فائقة الجمال وذُكرت كوحش و في كل الحالات قصة ميدوسا من اكثر الأساطير المثيرة للاهتمام واقدمها. تعددت المصادر والتفاصيل، ولكن كلها تنتهي بموتها ولا اي مصدر يرشح ان ميدوسا قُتِلت لسلامة الاخرين مثل مخلوقات او وحوش اخرى.

قبل اوفيد بالحضارة الإغريقية ميدوسا كانت دائما غورغن ولم تكن بشرية قط. فأقدم الأساطير تقول ان ميدوسا ولدت ل فوركس إله البحر القديم وكيتو وحش من وحوش البحار. علاقة فوركس و كيتو اثمرت عن ثلاث اخوات: سيثينو و يورايلي و ميدوسا و الاخوات الثلاثة كانت غورغن  و الغورغن هم نوع من انواع المخلوقات الغير بشرية، بالإمكان وصفهم بساحرات او وحوش. الإغريق القدامى كانوا ينحتون رأس الغورغن على بيوتهم ويلبسونه على قلائدهم للحماية من الشر كالعين الزرقاء عند العرب واهل المشرق. ظهرت مؤخراً رواية تقول ان أثينا لعنت ميدوسا بالقباحة والنظر الحجري حباً بها وحماية لها من بوسايدن، هذه رواية على انها جميلة لكن تفسيرها حديث ولكن لا يوجد اي دليل على ذلك.

 ميدوسا ظهرت كثيرا في الفن المعاصر من تماثيل عصر النهضة في فلورنسا لشخصيات تلفزيونية وفي كتب شهيرة. غالباً ما يتم تشبيه السيدات القويات بها من باب السخرية والنعت بالشر ولكن ما هذا الا لسوء فهم الشخصية، في الرواية القديمة والحديثة ميدوسا مخلوقة قوية لم ترد الا ان تترك بسلام لتعيش منعزلة. 

المؤرخة هيرسين كتبت ان قصة ميدوسا جاءت لتعليل وجود الغورغانيا وسبب اكتساء بعض الآلهة من سكان جبل اولومبوس كزوس و أثينا بها. في الماضي ميدوسا كانت دائماً مثلاً للغضب والوحشية اما في القرن ٢٠ بدأت الصورة تتغير، لوحات فنية في عصر النهضة الايطالي امتازت بتصوير ميدوسا كمرأة غاضبة ومقتولة على يد بيرسيس بطريقة وحشية، مثالين خطرا على بالي اثناء كتابتي لهذا النص: الاول ميدوسا بريشة كراباجيو و رأس ميدوسا لبيتر بولد روبنز الفنان البلجيكي بعد كرفاجيو بحوالي ١٠٠ عام، هذان العملان يصورنا رأس ميدوسا المقطوع مع الكثير من الدماء. في القرن ال٢٠ بدأت بعض النساء بالتعاطف مع ميدوسا المرأة التي سلب مستقبلها من على يد رجل ثم عوقبت على شيء لم يكن لها به اثم، مع الوقت تغير وتطور المعنى للقصة ليصبح شيء يستطيع الأنسان المعاصر ان ينتمي اليه هذا امر طبيعي وبرأي هو مسار الواقعي لأي قصة بنفس الشعبية. 

ول ميدوسا اثر كبير على الثقافة العالمية فمثلا شعار العلامة العالمية فيرساتشي او تصميم من المصمم الامريكي كيسي كدولادر ل موغلير الذي استلهم من سيثينو، الوصف حرفي تقريبا، او الفنانة ريانا من بربادوس التي غطت غلاف مجلة جي كيو على هيئة ميدوسا وافاعيها، او تمثال ميدوسا وهي تحمل رأس بيرسيس من اعمال لوسيانو غارباتي الذي وضع امام محكمة الجنايات في نيويورك في ظل حركة ال مي تو تحت عنوان “كونو شاكرين اننا نريد المساواة وليس الرد” طبعا هذا استخدام جدا مناسب لكنه اثار غضب الكثيرين. التمثال يصور ميدوسا وهي تحمل رأس بيرسيس ولكن رواية اوفيد تخبرنا عكس ذلك. حديثا احد الروايات تأتينا من الكاتبة اينون كايا هيورد بعنوان Here the world entire 

او هنا العالم بأكمله وبه تروي القصة من وجهة نظر ميدوسا وهذا امر جديد. انا متأكد اني سأسجل حلقة اخرى عن ميدوسا في المستقبل البعيد بعد ان اكمل هذا الكتاب وقد سمعت عن هذان الكتابان من ليف بيرت في برنامجها  

Let’s talk about myths baby

ا  ولم يسعني الوقت ان اكملهم بعد>

 في الختام اود ان اقول ان ميدوسا هي شخصيتي الميثولوجية المفضلة ولذلك اردت ان افتتح البودكاست بقصتها.  ميدوسا هي مرأة كاهنة ساحرة متوحشة ضحية مهما اختلفت الروايات فكلها رائعة.

 شكرا لاستماعكم واتمنى ان تكونوا قد استمتعتم. إذا أعجبتكم حلقة اليوم فارجوا منكم تقييم البودكاست بخمسة نجوم ليصل الى المزيد من المستمعين و مشاركة حلقة اليوم مع أصدقائكم اذا أردتم التواصل معي يمكن من زيارة صفحة البودكاست على

انستغرام @asateerpod

هناك ستجدون تعليقات وعدة اشياء ثانية من حلقة اليوم

 كان معكم عادل في اساطير  

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *